-A +A
نوف محمد
احتفلنا يوم الثلاثاء الماضي بيوم الوطن.. في الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل (طيب الله ثراه)، وكانت مظاهر الاحتفال والتفاعل الشعبي مع المناسبة كلها تشير بوضوح إلى أننا نتفاعل مع هذه المناسبة كما يليق بها؛ الأنشطة والفعاليات تطورت كثيرا عن الأعوام السابقة، وتفاعل الشباب مع المناسبة كان أكثر تحضرا من الأعوام السابقة في الشوارع وعبر الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اختلفت أشكال التعبير بين مشارك بأغنية وطنية وآخر بتصميم شعارات وعبارات، وثالث يستعرض صورا من الوطن وتاريخه ومنجزاته وبطولات المؤسس ورجاله (رحمهم الله جميعا)، وكانت صور خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، تزين الطرقات والسيارات ومواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت، في صورة رائعة تعكس عمق اللحمة الوطنية ومدى التلاحم بين القيادة والشعب، الأمر انعكس جليا وواضحا في الاستقرار والأمن والأمان والخير الذي نعيشه على هذه الأرض.
المملكة قدمت للعالم نموذجا فريدا في الاستقرار والأمن بينما كل محيطها الإقليمي يعيش للأسف الشديد حالة من الاضطراب في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي لبنان، وفي فلسطين، أسأل الله أن يزيح الغمة عنهم جميعا.

هذا النموذج الفريد الذي تقدمه المملكة، نتيجة طبيعية للتعامل الشفاف وسياسة الباب المفتوح، والانحياز إلى المواطن، والسعي لرفع مستوى معيشته، وتوفير البرامج الحكومية المختلفة لضمان حياة كريمة له، كل هذا انعكس على هيئة حالة من الرضا والحب المتبادل ما بين الشعب والقيادة، حالة متينة عصية على الاختراق مهما حاول أعداء هذا البلد تعكير صفوها، فإنهم لم ولن ينجحوا أبدا..
وهذا التحضر والتطور في الأداء الاحتفالي والاحتفائي بيوم الوطن هذا العام، مؤشر ممتاز على أن برامج التوعية التي قدمت خلال السنوات الماضية أثمرت عن منتج جميل وراقٍ، لا بد من تكريسه والعمل على تطويره أفضل وأفضل، ليتحول الاحتفال بيوم الوطن إلى برامج إبداعية إنتاجية يقودها شباب وبنات الوطن، ولا يكتفون بمجرد التعبير فقط، بل ننتظر منهم أن يكونوا شركاء حقيقيين في الاحتفال بالوطن من خلال ابتكارات وطنية تقدم في ذلك اليوم وتحمل هوية الوطن، وبرامج تلفزيونية ويوتيوبية وغيرها من الإبداعات التي يمكن لها أن تحقق قيمة مضافة للوطن في يوم الاحتفال به.